أكد أطباء واستشاريون أنّ هشاشة العظام مسؤولة عن دخول النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 45 عاماً المستشفيات أكثر من أي مرض آخر، بما في ذلك داء السكري، واحتشاء عضلة القلب، وسرطان الثدي.
ووفقاً للمنظمة الدولية لهشاشة العظام، تشير التقديرات إلى أنّ مرض هشاشة العظام يصيب 200 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم، عُشرهن تبلغ أعمارهن 60 عاماً، وخمسهن 70 عاماً، والباقي تزيد أعمارهن عن ذلك.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور صبوح قسيس، أخصائي جراحة الأعصاب في مستشفى “برجيل” للجراحة المتطورة بدبي: إنّ هشاشة العظام تؤدي إلى ضعف العظام، ومع تفاقم هذا المرض تصبح الفقرات معرّضة أكثر لخطر الكسر، وعندما تصيب هذه الحالة الفقرات، فإنها تتحطم وتصبح ضيقة ومسطّحة مما يؤدي إلى تحدّب العمود الفقري، وعادة ما تحدث الإصابة بكسور انضغاط الفقرات بسبب الضغط الذي تتعرض له العظام الضعيفة، وفضلاً عن الإصابة بمثل هذه الكسور عند الوقوع، قد يصاب الأشخاص أيضاً بكسور فقرات إثر السعال أو العطاس بل وحتى عند ثني عمودهم الفقري، لاسيما إذا كانوا يعانون من هشاشة عظام حادة.
و أضاف الدكتور قسيس: إن تشخيص هشاشة العظام ممكن من خلال إجراء قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوج الطاقة من أجل تقييم كثافة العظم، ويمكن تشخيص الكسور الناجمة عن هشاشة العظام من خلال التصوير البسيط بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وبالنسبة للمرضى المصابين بكسور معتدلة الشدة، فإننا عادة ما ننصحهم أن يلزموا السرير للراحة، ويتناولوا بعض المسكنات، ويرتدوا مشبكا تدعيميا، ولكن أحياناً تكون الجراحة هي الخيار الوحيد لعلاج الآلام المبرحة التي تتسبب بها هذه الكسور.
وأشار الدكتور وهو أيضاً أخصائي في جراحة العمود الفقري، إلى أنّ الخيارات الجراحية المتاحة لعلاج كسور الفقرات تطورت كثيراً وأصبح التدخل الجراحي فيها ضمن الحدّ الأدنى، موضحاً أنهم يجرون جراحة تقويم الفقرات والجراحة التدعيمية واللتين لا تستغرقان زمناً طويلاً ويمكن إجراؤهما تحت التخدير الموضعي والتخدير الأدنى، وهذا النوع من الجراحة يمكن تحمّله بسهولة حتى من قبل المرضى الذين يعانون من أمراض متعددة وحالتهم العامة سيئة بسبب تقدمهم في السن، وتبلغ نسبة نجاح هذه العملية 90% وقد لاحظنا استجابة المرضى لها بشكل جيد وبصورة عامة دون الحاجة إلى المكوث في المستشفى.
و قال الدكتور صبوح قسيس: تجرى جراحة تقويم الفقرات أثناء استلقاء المريض على بطنه ليتسنى للطبيب الوصول إلى العمود الفقري بسهولة. ثم يتمّ إدخال إبرة إلى الفقرات المكسورة من خلال الاسترشاد بالأشعة السينية، ثم يتمّ حقن الإسمنت الطبي مباشرة في الفقرات المنضغطة، حيث أنّ هناك أيضاً طريقة أخرى لعلاج مثل هذه الكسور تشهد إقبالاً واسعاً نظراً لفعاليتها وهي الجراحة التدعيمية للفقرات، حيث يتمّ تركيب دعامات ضمن جسم الفقرة لإنشاء حيّز وإعادة الفقرة إلى طولها الأصلي ثم يتمّ حقن الإسمنت الطبي في تلك المنطقة. كما يمكن استخدام هذه التقنية لتصحيح التشوهات الناجمة عن نقص طول الفقرات وكذلك لعلاج كسور العمود الفقري بما فيها الكسور الناجمة عن سرطان العمود الفقري.
وقد أعادت هاتان التقنيتان الجديدتان الأمل لآلاف المرضى في الإمارات والبلدان المجاورة ممن يعانون من آلام مبرحة تؤثر على جودة حياتهم، وتعدّ هاتان التقنيتان مهمتين في الوقاية من تفاقم كسور الفقرات ومنع التشوهات، مثل تحدب الظهر، عند المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة من هشاشة العظام.
وبحسب تقرير المنظمة المذكور مسبقاً، تعدّ كسور الفقرات الناجمة عن هشاشة العظام من أبرز التحديات المرتبطة بهذا المرض، وهي شائعة في جميع أنحاء العالم حيث تشير التقديرات إلى أنه كل 3 ثوانٍ تحدث حالة كسر غير فقاري ناجم عن هشاشة العظام، فيما تحدث كل 22 ثانية حالة كسر فقرات ناجمة عن الهشاشة. كما تشير إحصائيات المؤسسة الدولية لهشاشة العظام إلى أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تزيد أعمارهن عن الخمسين تُصاب بكسور ناجمة عن هشاشة العظام، فيما يصاب رجل واحد من كل خمسة رجال. وتزداد حالات كسور الفقرات مع تقدم العمر بالنسبة للنساء والرجال على حدٍ سواء. وتؤدي هذه الكسور إلى آلام في الظهر، ونقص في الطول، وتشوهات فقارية (مثل تحدّب الظهر)، وتعوّق الحركة، وصعوبة التنفس، والمكوث لأيام في السرير مما ينعكس سلباً على جودة الحياة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق