وفقاً للأرقام الصادرة عن المكتبة الوطنية الطبية الأمريكية، تعتبر آلام الظهر واحدة من الحالات الطبية الأكثر انتشاراً حول العالم، والتي تصيب ثمانية من أصل عشرة أشخاص في فترة ما من حياتهم، وكما أظهرت الدراسات التي نشرت في مجلة ’ذا لانسيت‘ أن آلام أسفل الظهر من بين الأمراض العشرة الأوائل التي تسهم في العجز في كل بلد، وتسبب خسائر صحية أكثر من مرض السكري والانسداد الرئوي المزمن والربو مجتمعين.
وقد أظهرت الدراسات أن آلام الظهر هي السبب الأكثر شيوعاً للإعاقة المتعلقة بالعمل والمساهم الرئيسي في أيام الانقطاع عن العمل أيضاً، وتصيب هذه الحالة الرجال والنساء على حد سواء، الأمر الذي يمكن أن يسبب ألماً يتراوح بين الخفيف والشديد وقد يستمر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع (حاد) أو أكثر من ثلاثة أشهر (مزمن).
يقول الدكتور علي زهران، استشاري التخدير، وإدارة الألم التدخلي في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة إنه يمكن لصدمات العمود الفقري، والإصابات، والتهاب المفاصل أو الوضعيات السيئة ونمط الحياة الخامل أو حتى بعض الجراحات على العمود الفقري أن تسبب آلام الظهر ومع ذلك، ترتبط أهم الأسباب الرئيسية لآلام الظهر بالقرص “الديسك” أو خشونة في مفاصل العمود الفقري أو مفصل الحوض أو حتى آلام عضلات وعظام العمود الفقري قد تكون المسبب لآلام الظهر الحادة والمزمنة.
وتنتج آلام الظهر عن إصابات الالتواء والكسور التي قد تسبب الألم الحاد والمزمن بناءًا على مدى خطورة الإصابة، ويمكن أن يحدث الالتواء عند رفع الأوزان الثقيلة الأمر الذي يسبب هذه الآلام الحادة، كما يمكن أن تنتج الكسور عن ضعف في العظام مثل حالة المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام، أو إثر حادث سقوط أو حادث مروري.
ويكمن العلاج الناجح في التشخيص الصحيح والذي يبدأ بالاستماع لشكوى المريض والتقصي الدقيق لتاريخ المرضى وإجراء الفحص السريري الخاص كما يمكن للأطباء استخدام تقنيات التصوير المختلفة لتشخيص أسباب آلام الظهر بداية من جهاز المسح المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي والفحص بالأشعة السينية، كما قد يوصي الأطباء بإجراء اختبار كثافة العظام أو تخطيط كهرباء العضلات للتحقق من النبضات العصبية.
ويمكن أن تشمل خيارات العلاج الأدوية المضادة للالتهابات أو حقن الكورتيزون لتسكين الألم إضافة إلى العلاج الطبيعي والتحفيز الكهربائي للأعصاب باستخدام التردد الحراري أو حتى بزرع أجهزة إيقاف الألم (Spinal cord stimulator) لتحسين المرونة والحركة وتخفيف الألم وكذلك العمليات الجراحية اعتماداً على شدة الحالة التي تسبب الألم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق